[center]قلت لك :
أعطتني الحياة
مفاتيحها
غير أنني لم أجد أبواباً لأفتحها
لم أر غير بهو واسع بجدران مكشوفة
ومن السقف تدلت
ملايين الأحلام المطفأة ! !
----------
قلت لك عن الصمت الذي علق بي
كان مرعباً آخر ذلك الليل
حين أغلقت وراءك الباب الذي لم يغلق سابقاً
فجأة لست هنا
ليس غير حياد بليد
لنزوة عابرة ! !
-----------
أنا هكذا دائماً
أستخف بخطواتي المراوغة
كأن ما أعرفه عن الأرض
مجرد أسرار مع التراب
تلك التي أحاول التملص منها
بلا طائل!
----------
أيتها الشواطئ
لست سوى رمال لاهثة
بلا ذاكرة
كي تقودي أحداً
نحو أعماقك !
----------
في الأربعين
تكحل المرأة عينيها بأقلام الخسارة
وترتدي أكثر أثوابها شبهاً بالحنين .
--------
حين أنتظرك
أعرف أن الزمن
أطول من حقيقته
وأن العالم مجرد نبض
يفصح عن ضجيجه
وأن الحياة ليست سوى غلاف
يريد أن يتمزق !
---------
الرياح التي تعاشرونها
كل ليلة
ليست سوى
احتمال آخر لارتطامكم
بالسراب
بينما الحقيقة
تصفر كما النشوة
في أغوار لم تخبروها كما ينبغي
مطمئنين إلى انتباهكم
المسمر نحو ما تشهقون به من المعنى ! .
---------
لو أنك مت ذلك اليوم
سأعرف أن لا شيء يعيدك إلي
وأن ما أحاول استرجاعه
مجرد هباء
لا معنى له
سأسمي الزمن الخائن الوحيد
وأدخل في موتك كل يوم
كي أختبر أشكالاً جديدة لبقائي .
--------
وكلما أمعنت في أسئلتي زاد غيابك في تعنته، فأنتبه وأدرك ثانية أنني لا أجرؤ على نسيانك كما لو أنك اختبار يومي لحياتي
-------
أعرف كيف تطوقني رائحة التفاصيل معك، فألتفت إلى الوسادة والسرير والغرفة والبيت والسلم والشارع والمقهى والمدينة فلا أرى غير غيابك، ثم ألتفت إلى غيابك
فإذ أنت رائحة أسترجعها من الوسادة والسرير والغرفة والبيت والسلم والشارع والمقهى والمدينة، فأقلق من تفردك، وأقلق من أن تكون الاحتمال الأخير لاختباراتي،
فأرتجف من القلق وأرتجف من لذة الألم، ثم أنتبه إلي، فلم أعد أراني إلا بما هو غيابك، حتى إذا حضرت كلك ذات يوم رأيت كم أنك الرائحة الأخرى لموتي.
-------
لم يقل شيئاً
ولكن
أنا اخترت
أن
أسمعه .
------
مجرد الطلب
لا يكفي لطرد عتمتك
سأعريك
يوماً
يوماً
بضوء حقيقتي .
-------
فجأة
تعبثين بالثبات وأنت في الرغبة القصوى للتردد !
أية إشارات تنتظرينها
من النار التي تتأجج بسوادها المكتمل
وعن أي نهار تسألين
حيث العتمة لا تفعل
غير أن تسترجع ذاكرتها ؟
فجأة
تنحين بنفسك نحو العبور الصاخب للحياة
حين لا تقوى يداك على التمسك
بالفراغ !
فجأة
تخترعين حجارة لأمكنتك
بينما الرياح
تتقاذفك
كالرمال الجافة
التي يراوغك اتساعها
حين عبثاً
تبتكرين
رعشة
للماء .