مقتطفات من ديوان اعاصير مغرب للكاتب عباس محمود العقاد

الحب عاطفة شائعة بين الناس .. بل شائعة بين من ينطق وما لا ينطق ..
ولسنا نعني الصلة الجسدية التي تنقضى بانقضاء دوافع الفطرة فإن هذه لا تسمى
حباً ولا هي من العلاقات القائمة بين فرد بعينه وفرد آخر بعينه .. لانها
فوضى مشتركة بين جميع الذكور وجميع الاناث من فصيلة واحدة .. ولكننا نعني
الصلة النفسية التي تجمع الفردين معا بعلاقة لا يغنى فيها اي فرد آخر من
الفصيلة

------الشباب هو سن احتدام الشعور وهجوم الحياة ولكن
اي شباب واي شعور ؟ فقد يقضي الفتى اوائل شبابه ولا معنى للحب عنده الا انه
وظيفة فزيولوجية مبهمة يساق اليها بغير هداية ولا تمييز .. وقد يطلب
الشريك في الحب وهو لا يعلم ما الذي يطلبه فيه ومالذي يأخذه منه ومالذي
يعطيه ؟ لان الحب عنده جوعة جسدية او نفسية يشبعها اي شريك يصادفه ويلفيه
على مثل حاله من الرغبة والاشتياق

-------الحب على اتمه واعمه واقواه هو تفاهم بين نفسين وامتزاج بين قلبين وجسدين

--------للشباب حُبَهُ . .وللرجولة حبها .. وللكهولة بعد ذلك حب لا يشبه الحبين

-------يا رب اعطيناك ارواحنا .. في هذه الحروب وفي الماضية يا ربنا فاقض لنا مسرة .. بالسلم في ايامنا الباقية

-------الحب ان يفرق اعمارنا .. عهدان , والعهد وثيق العرى احسبني الاكبر حتى إذا .. عانقتني ألفيتني الأصغرا


------تريدين
قلبي ؟ خذيه خذيه .... رويدك . لا . بل دعيه دعيه دعيه اذا غبت عني أرى
.. محياك فيه وحبي فيه وسر ابوح به خلسة .. وان كنت من قبل لم تسمعيه
...اخاف على البعد ان تلعبي .. به يا بنية او تهمليه .. فكم لعبة وقعت من
يدك .. وقوعا ارى القلب لا يشتهيه اذا ما لعبت به ها هنا .. فاني لاآمن ان
تكسريه تريدين قلبي ؟ خذيه خذيه .. ولكن بربك لا تنقليه

---------كنت من السآمة لا اُبالي .. أذَم الناس أم حمدوا فِعالي فها انا ذا أسائل ما عساها .. ستسمع فيَّ من قيل وقال

---------خوني ! فما اسهل التقصي عندي وما اسهل الجزاء

---------ضُمي ثُغيرك يا بنية وابعثي منه الامل لا بالعهود الى مدى عام ولكن بالقُبل ان ساعفتني ليلة فدعي العهود الى أجل

--------لا تخدعيني يا بنية بالوفاء من اللسان خُنا وخُنتِ ...ولا أقول سلي فلانة او فلان ذهبت خيانتنا معاً والآن نحن الباقيان

--------خلِ
الملام فليس يثنيها .. حب الخداع طبيعة فيها هو سترها وطلاء زينتها ..
ورياضة للنفس تحييها وسلاحها فيما تكيد به .. من يصطفيها او يعاديها وهو
انتقام الضعف ينقذها .. من طول ذل بات يشقيها انت الملوم اذا اردت لها ..
مالم يرده قضاء باريها خنها ! ولا تخلص لها ابدا .. تخلص الى اغلى غواليها

--------عيوبك لم أحفل بها قبل قتنتي .. وهيهات يثني العيب نظرة مفتون ...فيا بؤس للعشاق لا علمهم حمى .. ولا جهلهم اذ يجهلون بمأمون

--------كم
دار في الكون رأسي . .حيران يطوي بقاعه شكي .. يسائل حدسي أين اختفت منذ
ساعة ؟ .. سفينتي اليوم ترسى والركب يطوي شراعه .. غيبي بغير شفاعة ما انت
ويحك انت ! .. قد هنت والله هنت
!--------اين في المحفل " مي
" يا صحاب عودتنا ها هنا فصل الخطاب عرشها المنبر مرفوع الجناب مستجيب
حين يدعى مستجاب اين في المحفل " مي " يا صحاب

***اتراها بعد صمت واباء سلمت من حسد او من غباء ووداد كل ما فيه رياء وعداء كل ما في افتراء وسكون كل ما فيه اضطراب

***---------راحة
الحياة كلها فما اعجب الا من راغب في ازدياد ما ابتغاء المزيد من يوم أمنٍ
عاطل لا يزاد بالتعداد فالزمان المريح تكرار شيء واحد واطراد حال معاد

--------أعطيتهم لؤلؤاً حراً فحين رأوا صغيرة منه صاحوا : أي إفلاس وجادهم بالحصى غيري فحين رأوا خريزةً فيه قالوا : اكرم الناس

----------اذا خفت ظن الناس ظنوا وأكثروا .. وان لم تخفه أكرموك عن الظن فإن شئت هبهم ألف عين ... وإن تشأ فدعهم بلا عين تراك ولا أذن

-------الطيش ان تعمل ما تشتهي وقد يساوي النفع فيه والضرر والحزم ان تحذر ما تتقي وقلما يغنيك فيه الحذر

-------بربك دعنا راقدين فلو درى بنا الحب لم يرقد لنا أبداً جنب وسل راقدي الاجداث عنه فإنهم مجيبوك عن علم بمن قتل الحب

---------ثروة المرء بما يطلبه لا بما يملكه بين يديه

--------يقول
وما قضى عجباً فتى يخبط في حدسه ايخدع نفسه رجل له عينان في رأسه أجل يا
صاح عينان وزد ما شئت من حسه وهل اخدع للانسان بين الناس من نفسه خداع
النفس معهود وقاك الله من دسه