[center]اصل كلمة سياسية من " ساس الحصان " اي قاد الى موقع الماء وهي اشتقاق حسن اذا كان الحصان يريد ان يشرب اما اذا كان السايس هو الذي يرغب
في نقل بعض البراميل فإن كلمة السياسة تكون مشتقة من كلمة الويل للحصان !
----------
الناس من دون شرع الجماعة اسرى في المدن تحت رحمة الاقطاع و من دون ادارة على الاطلاق وهم قبائل تهيم على وجهها في الصحراء
----------
كلمة دولة تعني ان تكون للدولة حدود .. وتكون لها هوية ونشيد قومي .. وعلم مرفوع فوق سارية وقائد يبايعه الناس على القيادة وهي شروط تتوفر لكل دولة في
العالم ما عدا الدول العربية بالذات التي ترفع فيها اصوات المؤذنين خمس مرات كل يوم من اعلى مواقع في المدن والقرى معلنة ولاءها لدولة خفية لا تعترف بحدود
او نشيد قومي او علم او قيادة
---------
مشكلة الادارة العربية من دون غيرها من الادارات في الشرق والغرب وفي جميع العصور انها ملزمة بالتعايش مع نص القرآن وهي مشكلة تشبه ان يضطر لص سيء
الحظ الى ان يسرق ناقوساً فلغة القرآن لغة لادارة اسلامية ضائعة سرقتها الادارة السياسية لكنها لم تعرف اين تخفيها لانها تعيش حية في لغة الناس
---------
الجامع ليس هو المسجد .. وليس مدرسة لتلقين علوم الدين بل جهاز اداري مسؤول عن تسيير الادارة جماعيا بموجب مبدأين اساسيين في جوهر العقيدة الاسلامية
..الاول : ان الاسلام لا يعترف بشرعية الوساطة فلا احد يشفع لاحد ولا احد ينوب عن احد او يتولى تمثيله في حزب او مؤسسة وهو تشريع تفسيره في لغة الادرة
ان يصبح كل مواطن مسؤولا شخصياً عما تفعله أجهزة الادارة .. الثاني : ان الاسلام لا يبطل بقية الاديان بل يحتويها ويلتزم بالتعايش الايجابي معها مما يتطلب
جهازا اداريا قادرا على جمع طوائف مختلفة واجناس مختلفة تحت ادارة جماعية واحدة
-----------
ان الشرع الجماعي هو كنز الناس وملاذهم الوحيد من الظلم والفقر وطريقهم الوحيد الى الرخاء العام
--------
الشرع الجماعي وحده يضمن حق السعي للجميع ويضمن عدالة الانفاق ويضمن التمييز الواضح والمستمر بين ابتغاء فضل الله وبين ابتغاء فضل سواه
--------
ان مشكلة العمل الجماعي التي يصعب حلها هي انه عمل من دون مقابل محسوس .. لا يطال المواطن من ورائه كسباً شخصياً ولا يرى عائداته على مستوى الجماعة
ولا يلتزم به حقا حتى يعرف ما عند الله في حجج الغيب .. ويكتشف ان الادارة الجماعية هي ضمانته الحقيقية الوحيدة التي تضمن عنقه شخصياً وتضمن رزق عياله
في وطن محرر من مراكز القوى ومن دون هذا الاكتشاف لا يصبح المواطن مؤعلا للعمل الجماعي ولا يرى ابعد من مكاسبه الشخصية في ميدان اللهو والتجارة !
--------
المجاهد يقاتل فقط في سبيل الله والمستضعفين في الارض من الرجال والنساء والولدان وهي قائمة لا تضم الامبراطور ولا تفرق بين لون وآخر او بين دين وآخر
لأن الجهاد حرب مشروعة للدفاع عن حق الناس في ادارة واحدة وليس مذبحة بين الادارات !
------------
الاسلام هو الشرع الجماعي نفسه وليس ما يقوله الفقهاء عن هذا الشرع .. انه ليس معولمات في الكتب عن دين عادل .. بل نظام اداري موجه لتحقيق العدل في
ارض الواقع باخضاع الادارة لسلطة الاغلبية ! ومن دون هذه السلطة يختفي الاسلام فجأة من واقع الناس وتبدو الحاجة ملحة لتعويضهم باسلام لا يلمس واقعهم وهي
مهمة استدعت دائما ان يصبح الفقهاء هم مصدر الشرعية وان يظهر على المسرح رجال يتولون الفتوى في شؤون الادارة نيابة عن جميع الناس وهذا لب الخطأ !
-----------
رغم ان الاسلام لا يعتبر الوعظ حرفة ولا يجيز الاكتساب منها ولا يعترف اصلا بشرعية رجال الدين فإن التاريخ لم يعرف ديناً ازدحم فيه الوعاظ والفقهاء كما
حدث في تراث الاسلام
-----------
الاسلام لا يعوض الناس من خسائرهم .. بل يحاسبهم بقدر ما قدمت أيديهم
------------
الاسلام طرح مفهوم الحياة بعد الموت في ثلاث قواعد جديدة .. الأولى : ان الحياة بعد الموت ليست تعويضاً عما خسره الناس في هذه الحياة لان الجنة ليست للفقراء
بل للصالحين .. الثاني : عمل الانسان وليس ما يقوله او يقرأه هو الذي يقرر اين يريد ان يذهب الانسان سواء في هذه الحياة او في الحياة الآخرة ... الثالث : ان
عالم ما بعد الموت هو عالم الغيب ولا يجوز لأحد ان يدعي معرفته سواء باسم العلم او باسم الدين
------------
ان لغة الاسلام تتحول على يد الفقه الى لغة تتحدث عن عالم الغيب فقط وتصبح بذلك لغة غائبة لا تقول شيئاً له علاقة بالواقع المعاصر وتصبح ثقافة خرساء
-----------
لم يعد الدين هو الطريق الى العدل في واقع الناس على الارض بل اصبح هو الطريق لتعويضهم في حياة غائبة أُخرى
-----------
في ظل الحضارة الغربية المعادية ولدت ثقافتنا العربية التي نعرفها ثقافة عربية جديدة لا تعادي تراثنا فقط بل تشترط ان نلغيه من ذاكرتنا بحجة انه سبب الكارثة من
اولها وهي نصيحة تشبه ما يروى عن جحا الذي قال للطبيب ناصحاً " ان المريض اذا غير اسمه لا يصبح شخصياً هو المريض "
-------------
اصبح الاسلام ايديولوجية تتكلم عن واقع وتعيش في واقع مختلف وهذه المفارقة القاسية تتصاعد الى مستوى المحنة في عقل المواطن المسلم وثقافته
-----------
ان ثقافتنا العربية تنقسم على نفسها بين جبهتين .... الاولى : جبهة يقاتل عليها مثقف عربي مفتون بما حققه رأس المال في غرب أوروبا ولا يهمه بعد ذلك ان
العرب انفسهم لا يقعون غرب اوروبا ولم يرتادوا المحيط ولم يشاركوا في استعمار قارته وليس لديهم ما يكفي من رأس المال لردع نظام الاقطاع البدائي الذي يشكو
منه ... الثانية : جبهة يقاتل عليها مثقف عربي يعيش في عصر الصليبين وعتبر كل ما يصدر عن الاوروبين عدواناً صليبياً ضد الاسلام ولا يهمه بعد ذلك ان
المسلمين انفسهم ليسوا مسلمين جداً وان غياب الشرع الجامعي من دستور الاسلام يضطرهم الى النقل حرفيا من شرع الصليبين ... وهكذا فنحن نملك ثقافتين بدلاً من
واحدة وهذا لا يجعلنا في صفوف المثقفين إطلاقاً
-----------
الدين اسمه دين - وليس سياسة - لانه ملتزم بقضية صعبة ومعقدة وغير سياسية وغير خالية من الاخطار وهي قضية الدفاع عن حقوق المستضعفين ومن دون هذا
الالتزام لا يتغير شيء في قانون الغابة القائل بأن البقاء للأقوى ولا يعرف احد ماذا يفعل بالدين سوى ان يسخره لملوك الغابة نفسها